_ رُبَّما تَحِنُّ الحياةْ _
_________
رُبَّما تَحِنُّ الحياةْ
يومَ أمسٍ ... ذَكرتُكِ
كنتُ أدعو ألاَّ أراكِ
كي تنامَ جفوني قليلاً
فكمِ اشتقتُ لنومٍ
يُعاندُ مُقلتاي الحزينةْ
وكمْ مِنَ الوقتِ , مضى
وأنا أُدرِّبُ شوقي
كي يموتَ وقوفاً
مرّةً ... أو مرتين
ففي الحياةِ يموتُ الواحِدُ مِنَّا مرّةً
وأخرى تسطو عليهِ
كعصابةِ ليلٍ طويلْ
والحُبُّ يموتُ جلوساً بينَ كُرسيٍّ وآخرْ
عَودّتُ نفسي كي لا أراكِ
أو أحِنُّ إليكِ
فإنّي أعلمُ بأنَّ الحنينَ , انكسارْ
والحياةُ وهْمُ , انتظارْ
فكلما ننْبتُ كزرعٍ يتيمْ
نعودُ كي ننكسرْ , دونَ تحسُّر
أقولُ بِحضرةِ أمّي
بأنّي أحِنُّ إلى صباحٍ مُهشّمْ
وقهوةٌ لاتزالُ تئِنُّ بفنجاني المُغبّرْ
ونهدٌ أُصيبَ بيأسٍ
فَهرَبَ مِنهُ حليبُ أمّي
حينها أمسيتُ أعشقُ مسائي الذي
يُلمْلِمُ صوتَ الرحيلْ
أحِنُّ إلى عزْفِ عصفورٍ
كانَ يأتي كلّ صباحٍ إليَّ
يلْثمُ ثَغرَهُ ... ثغري
كما لَثْمُ ثَغْرِ أُمّي
كبُرتُ ... كَبُرتُ ... ثُمَّ انحنيتُ
وكانَ البكاءُ صهيلاً
لا يعرِفُ معنى الحنينْ
مازلتُ أذكرُ خُبْزَ تنورِ أُمّي
ورائحةُ الشِواء
ونارُ مدفأةٍ صغيرةْ
تمشي الهوينى ... إليَّ
وكأسُ شايٍ مُقششْ
وكيفَ يكونُ حالُ العطاءْ
وكيفَ يكونُ الرِثاءُ ثقيلاً عليكِ
وعلى مسمعي ...
زوارقي تُسافرُ عبرَ المدى
تُرَدِدُ رَجْعَ الصدى
وصوتُ أُمّي هُناكْ
يثورُ كلّ خميسٍ ... وجُمعةْ
يترِكُ بعينيَّ ألفْ احتراقٍ , ودمعةْ
ألاَّ تعلمينَ بأنّي .... هَرِمتُ
وأنَّ السفينةَ شارفتْ
على سِنِّ يأسٍ ... وانزلاقْ
كمْ خَجِلتُ أنْ أقولَ لكِ
قبلَ أنْ تبكي عليَّ , وأنتِ هُناكْ
لا ... لنْ تأتي إليَّ ...
أعرفُ هذا ... وأعلمُ ذاكْ
فأنا مَنْ سوفَ يأتي
عندما يموتُ الخريفْ
وتسقِطُ آخرَ ورقةٍ
من زيتونةِ بيتنا الباقي
على ضِفافِ الآراكْ
كمْ أحِنُّ للقدومِ إلى حُضْنٍ
كانَ كمطرِ الشتاءْ ...
سوفَ أتركُ كلّ شيءٍ هنا
وآتي إليكِ خَجولاً
فَرُبَّما يَحِنُّ نَهداكِ عليَّ
ورُبَّما تَحِنُّ عليَّ الحياةْ ...
_______
وليد.ع.العايش
21/3/2018م
_________
رُبَّما تَحِنُّ الحياةْ
يومَ أمسٍ ... ذَكرتُكِ
كنتُ أدعو ألاَّ أراكِ
كي تنامَ جفوني قليلاً
فكمِ اشتقتُ لنومٍ
يُعاندُ مُقلتاي الحزينةْ
وكمْ مِنَ الوقتِ , مضى
وأنا أُدرِّبُ شوقي
كي يموتَ وقوفاً
مرّةً ... أو مرتين
ففي الحياةِ يموتُ الواحِدُ مِنَّا مرّةً
وأخرى تسطو عليهِ
كعصابةِ ليلٍ طويلْ
والحُبُّ يموتُ جلوساً بينَ كُرسيٍّ وآخرْ
عَودّتُ نفسي كي لا أراكِ
أو أحِنُّ إليكِ
فإنّي أعلمُ بأنَّ الحنينَ , انكسارْ
والحياةُ وهْمُ , انتظارْ
فكلما ننْبتُ كزرعٍ يتيمْ
نعودُ كي ننكسرْ , دونَ تحسُّر
أقولُ بِحضرةِ أمّي
بأنّي أحِنُّ إلى صباحٍ مُهشّمْ
وقهوةٌ لاتزالُ تئِنُّ بفنجاني المُغبّرْ
ونهدٌ أُصيبَ بيأسٍ
فَهرَبَ مِنهُ حليبُ أمّي
حينها أمسيتُ أعشقُ مسائي الذي
يُلمْلِمُ صوتَ الرحيلْ
أحِنُّ إلى عزْفِ عصفورٍ
كانَ يأتي كلّ صباحٍ إليَّ
يلْثمُ ثَغرَهُ ... ثغري
كما لَثْمُ ثَغْرِ أُمّي
كبُرتُ ... كَبُرتُ ... ثُمَّ انحنيتُ
وكانَ البكاءُ صهيلاً
لا يعرِفُ معنى الحنينْ
مازلتُ أذكرُ خُبْزَ تنورِ أُمّي
ورائحةُ الشِواء
ونارُ مدفأةٍ صغيرةْ
تمشي الهوينى ... إليَّ
وكأسُ شايٍ مُقششْ
وكيفَ يكونُ حالُ العطاءْ
وكيفَ يكونُ الرِثاءُ ثقيلاً عليكِ
وعلى مسمعي ...
زوارقي تُسافرُ عبرَ المدى
تُرَدِدُ رَجْعَ الصدى
وصوتُ أُمّي هُناكْ
يثورُ كلّ خميسٍ ... وجُمعةْ
يترِكُ بعينيَّ ألفْ احتراقٍ , ودمعةْ
ألاَّ تعلمينَ بأنّي .... هَرِمتُ
وأنَّ السفينةَ شارفتْ
على سِنِّ يأسٍ ... وانزلاقْ
كمْ خَجِلتُ أنْ أقولَ لكِ
قبلَ أنْ تبكي عليَّ , وأنتِ هُناكْ
لا ... لنْ تأتي إليَّ ...
أعرفُ هذا ... وأعلمُ ذاكْ
فأنا مَنْ سوفَ يأتي
عندما يموتُ الخريفْ
وتسقِطُ آخرَ ورقةٍ
من زيتونةِ بيتنا الباقي
على ضِفافِ الآراكْ
كمْ أحِنُّ للقدومِ إلى حُضْنٍ
كانَ كمطرِ الشتاءْ ...
سوفَ أتركُ كلّ شيءٍ هنا
وآتي إليكِ خَجولاً
فَرُبَّما يَحِنُّ نَهداكِ عليَّ
ورُبَّما تَحِنُّ عليَّ الحياةْ ...
_______
وليد.ع.العايش
21/3/2018م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق