السبت، 17 فبراير 2018

قصيدة لن أصالح للشاعرة نعيمة رحيمي

لن أصالح
كيف أصالح عدوا
سرق مني الأرض والوطن
إغتال فرحتي قتل إخوتي
شردني طول الزمن
قتل أمي قتل أبي
حرمني من حضن كان لي كل الوطن
كنت ألجأ إليه ويضمني سكن
كنت أحاكيه أجمل الحكايات
كان لي الحقل والروابي والمدن
هل سيرجع الصلح أمي أبي أخي
من مات مشردا بلا سكن
أكره عدوي فكيف أصالح من سل خنجرا
وفي غفلة قلبي طعن
سالت دمائي في الشوارع
رقص عليها وأهداني كفن
لن أصالح من سرق مني غذائي
من سرق الخبز واللبن
سرق كل خيرات بلادي
وترصدني في الليل الدجن
ترصني برصاص غادر
وقلب لا يرأف ولا يحن
إغتصبني داخل السجون
طاردني في المزارع والمدن
قلع أشجار الليمون والزيتون
ولشجرة العنب كسر الغصن
فجر مدرستي وبيتي
وقتل ذلك الشيخ الطعن
منع الصلاة في القدس
ومنع صوت المؤذن
كيف أصالح قاتلي
وجرحي ينزف دما ثخن
في داخلي كره وبغضاء وحقد
في داخلي رشاش بمخزن
هم من إغتالوا فرحتي
حرموني من نوم العين والجفن
دخلوا دياري غازين
أتوا مهاجرين يركبون السفن
إنهم لا يملكون وطنا
فأنا من أملك الوطن
لن أصالح عدوا ولوكان الصلح فيه حياتي
ولدمائي الجارية حقن
لن أصالح ياأمي
ففي قبرك لا تبك ولا تحزن
إن باعوني كل إخوتي
فأنا قد إشتريت تراب الوطن
إشتريته ياأمي من زمن
نعيمة رحيمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق