الأحد، 18 فبراير 2018

قصيدة العابرون الحفاة للشاعر محمود الحسيني

َََََ العابرون الحفاة ََََََ
****************************
إنهم يحسدونك ياشبيهي
على كنزك!
على صفاء ظلك وإستقامته!
على ضحكتك المرصعة بالنجوم
برغم إبنتك التي طمروها
تحت حوافر الخيل!
رغيف خبزك اليابس
حلمك الأزلي
بأن تجلس خمس دقائق
تحت الشمس!
عري ولدك
خرقتك التي تداري عورتك
حين تنام!
موتك الذي تمضغه حين تجوع!
عمودك الفقاري الصلب!
(لكنهم يسمحون فقط
بإرتداء جلدك حين يتوجوا!)
الذين يسكنون الغرف العالية
ويطلون على نهر دمانا!
يرسمون بريشاتهم
أفقنا المغبر بجنون الريح!
ويضحكون من طفلة
تجري وراء صوت أبيها الراحل
خلف التخوم!
البنت التي أخذوا عينيها
فيروزتان على تاج الإمارة!
الشجر يملىء طرقات المدينة
ولم يرى أبداعلى غصنه  
طائرا
ولم تحرك أوراقه أي ريح!
الشجر الأخضر يلف الشوارع
والحاكم الأفطس
يحتكر الظل!
فطوبى لكم
طوبى لكم
يامن ترتقون الطريق
للعابرين الحفاة!
وتكنسون السماء
من الغيم والعواصف
وتهبون للحياة ثغر الماء!
يامن لا نسمع عنكم
إلاحين تعبرون الليل صامتين!
حيث يحمل الكل شاهده
بلا إسم ولا تاريخ موت!
طوبى لكم
يا من ينكركم البر
الذي ينأى عن أذرع الغرقى
ويصير سجادة حمراء
تحت أحذية البنادق!
فلينم الموت ملىءعينيه
طالما اولاده
ورثوا بنادقه المصوبة
على شباك كل بيت!

بقلمي  /  محمود الحسيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق