الاثنين، 9 أبريل 2018

قصيدة نقض العهد للشاعر محمد خالد.الامين

نُقِضَ العهدُ
********
لما رحلتَ طرق الربيع بابكَ
حاملا إكليل أنوار كالثريا
تزين رمسك
وتطيب روحك ...
رحلتَ ولم تعلن وقت رحيلك
ولا وجهتك
محمولا على سفينة عمياء
لا زاد ولا سند
ولا مراسي ....
لما علمتُ بفراقك
ودون علمٍ منكَ
أعلنتُ حدادا ...
ولم تشرق شمس
 ولا بزغ فجر بعدك ..
لم يفر الموت كما حسبت
بل كان يتربص بك
فأتاك غدرا
ونال منك ..
وما الدنيا إلا خدعة
تتزين حينا ، وتزهو بدرا
وتراقصك
وتقدم كأسين ، حلوا ثم علقما
فتعضك ..
فلما صمت قلبك
توقفت على الغناء
والعين جادت بالدموع بما يكفي
حتى عجفت الموارد
ويبست المراود من كحلها
وتعتمت الرؤيا دموعا ...
فاكتوى الخد بعد تورده طفحا
ويبست الشفاه وتشققت
حزنا عليك ...
لما أفال بدرك
طال الليل ولا إشارة لفجره
وباتت الأرض تُطيّب ثراك
والعصافير لم تبارح أوكارها
معلنة ساعات صمت
على روحك ..
وزيتونتك لم ترخ جدائلها
وظلت تنتظر بزوغ فجر جديد
وساد السكون
وانقطعت همسات جريان الماء
ودب متسللا ..
كنت رفيقي
حين تبتسم أرشف بريق عينيك
وكلك نظراتي ....
ولما تطوف حولي يسكرني أريجك
وبعدها أثمل من فيض حبي لك ....
لِمَ الفراق باكرا ؟؟
ولوحتك لم يكتمل رسمُها
وقصيدتك لم تنسج قافيتها
وظل بحرها مجهولا
وها أنت عجَّلت بغروبي
ولم أعش أملي في نهارك
وكيف أتجلد وفؤادي عليل؟؟....
وجوارحي تعزيني في فقدانك
وخاطري يواسيني فيك ....
أنت شريكي وتوأم روحي
ففي خيالي همساتك وضحكاتك
وفي مسمعي نبراتك وخطواتك
وروحك توسوس في صدري
حين رحَلتَ بفؤادي
وبقي القفصُ أجوف
أسمع همسك صدًى
 من تحت الثرى ....
والردى أذاقني كأس مرارة
وهد نزلي
ومن كسرت الفاجعة عوده لا يجبر
مهما التوى ....
أكتبك رسالتي من أنيني
وأسقيها عطر آهتي
ومدادها أورى نارا على صفحاتها
وكان ختمها ذكراك
في نفسي قبل مماتي....
وها هي حبيبتك
لم تشرق شمسها
ولم يكتب عهدها
حين نقض الوعد ...

********
محمد خالد الأمين
الصورة من الويب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق