الاثنين، 25 سبتمبر 2017

مشهد من مسرحية عربية للاستاذ عبد الفتاح نفاتي

*مَشْهَدٌ منْ مسْرَحيَةٍ عَرَبيَّةٍ*

أنَا مع الإنْفصَالْ
لوْ فكَرتْ مليٍّا وَ جَرَّبْتُ
وَ فَصَلْتُ الرَأسَ عنِ الجَسَدِ
ثُمَّ فَصَّلْتُهُ منْ جَديدْ
بالحَديدِ وَ النَارْ
مَاذَا سَيَحْدُثُ للجزءِ الأوسَطِ
من المسَاحَة اللا مَرْئيَةِ
لا شَيْءَ ...
سوَى أنَّ المسَافَةَ بينَ الحَيَاة وَ المَوْتِ ستَنْهَارْ

إسْرائيلُ فَصَلْتَنَا بالجدارِ علَى مذَاقهَا
فقُلْنَا حَسْبُنَا ﷲ و نِعْمَ الوكيلْ
إسْبانْيَا قَطّعَتْ ثَوْبَنَا الأنْدَلُسيّ
و قَدّمَتْهُ لصائدِي  الثيرانْ
فقطْ قُلْنَا  و نحْنُ نُغَادرُ الديَارْ
ﷲ مَوْلانَا
لكنَّهُ في كلّ الحَالاتِ يا سادَةَ
هُوَ العارْ
أمريكا عَاثَتْ في أجْسَادنَا و أمْصَارنَا
و دَقّتْ الوَتَدَ في أوْتَادنَا
و عَرَّتْ كُلَّ مَنافذِ البحَارْ
لكنّنَا  صَمَتْنَا و تَمْتَمْنَاَ في قمتنَا  الخَارقَةْ
لعْنَةُ ﷲ عَلى الكُفّارْ

كُلُّ الاوْطَان التي أعرفها ضَربَتْهَا الزلازلُ و الثَوَراتُ و المُؤامَراتُ و أعاصيرُ الشرِّ و الشرْقِ
و منْ نجا منْ كُلّ هَذا لمْ ينْجُو
من أخٍ أوْ إبْنٍ يقْتُلُهُ
أوْ يصْلُبُهُ في ميْدَانٍ عَامْ
منْ أجْلِ ْ العَرْشِ و المالْ و الدولار
و منْ أجْل  إعادِةِ ترْتيبِ البنينِ
في سُلّمِ الورَاثَةِ

مَا المُشْكلُ الآنْ لوْ إنْفصَلَ الرأْسُ عن الجذْعِ
أو مَرَقَ الوَسَطُ عنِ اللا وَسَطِ
هلْ بأيْديكمْ أنتمْ القَرَارْ؟
لا شيء سيَحْدُثُ
سَتُتّمُ الحيَاةُ دَوْرَتَهَا
و قَدْ تنْشَبُ الحُرُوبُ
بإيديولوجيتهَا  مَهْمَا  تبدَّلَ السُلْطَانْ
و قدْ تُبْنى السُدودُ على  السُدُودِ
و تَزُولَ حَضَارَاتٌ لتَبْقَى حَضَارَاتْ
هذه سُنَّةُ المَوْتِ في أيّ بلَدٍ عَرَبيّ
فإحْتَرمُوا رَجَاءًا
إحْتَرمُوا سُنَنَ الأقْدَارْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق