الأحد، 28 يناير 2018

قصيدة واني اراك وانت عصيا تراني للشاعر جاسم العبيدي

• واني أراك وأنت عصيا تراني
جاسم العبيدي
حين يشكو الطريق إليك
وتحمل أوجاعها الأرصفة
وحين تمر العصافير منهكة
تأخذها الريح للعاصفة
وحين تشاكسك البحر أمواجه
وتطلق صرختها المجحفة
وحين يصارعك الموج حد الغرق
يأخذك السيل مرتحلا
- إلى أين يأخذك الماء ...؟؟
- أين يطوف بك العمر ..؟
- أيمضي بك الآن نحو السراب
ومن ذا يحيطك حين تكون إلى الموت اقرب
وتدعو بعمق ولا يستجاب
وانك تبقى مدى الدهر تحت العذاب
أذى واكتئاب
ولا شيء يكتم سرك
حين تفر وأنت حبيسا معذب
وحين سماؤك تمطر دم
وحين غيومك تذرف دمع الندم
ستلجأ يوما بوجه وفم
وتكتم للحزن دمعا أصم
قل الان كيف الخروج ودربك بؤس وغم
لان الرياح التي صارعتك ستأتيك عاصفة ترهقك
وأنت تعاقر بعضي ببعضك
وتنسل بين جناحي
حتى يذوب بعتمة روحي سحرك
أسرك سري
وامضي بأمرك
ويلهب فينا احتراق الأفق
لكيلا نفيق ونمضي
وكيلا نفر ولا نحترق

سأطرق بابك
حين يساورني وجع الأزمنة
وحين تفر الشبابيك من تلكم الأمكنة
وحين يسكن جرحك ما اسكنه
يأخذنا الليل في صمته للرحيل
ويمضي بإقدامنا الدهر حلما هزيل
وعند اقتراب هوانا تدور الثواني
واني أراك وأنت عصيا تراني
مغمض الجفن
لا البوح يأخذ روحي إليك
ولا الليل يحنو جهارا إليك
ولا تلتفت
ولا أنت صلب الشكيمة كي تتعنت
ولا أنت يهرسك الصبر كي تتفتت

دع الطرف ينبض فينا دموع التأسي
وتبقى الجراح
تمزق فينا وتقسو
وتصبح فينا بعمق وتمسي
الملم عرشك في قلب عرشي
وجرحك في نبض جرحي
الملم .....
حتى تذوب بنفسك نفسي

أتدري
 بان الطريق إلى القلب واحدة
والمسير إليها طويل
طويل
وأنا سنقنع يوما بهذا الرحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق