لم يَبقَ للصبِّ دمعٌ في مآقيه ِ
فجاءَ يندب ُشيخا ًفي حواشيه ِ
مذ جاءَ نحوي بيانٌ منه أذكرُه
أبصرتُ حولي جمالاً من تسنّيه
كانَ الغرام ُصغيرا ًفي بدايته ِ
والشوقُ لم أدر ِما أقصى مراميه ِ
يا حسنَه مثلَ خيّال أتى بلدا ً
فاحتارَ في خَلقِه رَبعٌ وما فيه ِ
الأرضُ تعشقُ نوراً من تبسّمهِ
والشمسُ مشرقةً جاءت تحابيهِ
مازالَ حياً وإن أودى الزمان ُبه
والكونُ يَعجبُ من معنى تفانيهِ
يمشي كأنَّ مياهِ النهر ِجاريةٌ
مثلَ السحابِ بديعاً في تهاديهِ
وإن تكلَّم جاء َالكونُ يسمعه ُ
فحِكمةُ اللهِ تأتي في معانيه ِ
وإن أتاكَ أتاكَ الجودُ أجمعُه ُ
ووحدَهُ اللهُ من فينا يكافيه ِ
قالوا مضى نحوَ من أبدى محاسنَهُ
فقلتُ ذاك َالذي دوما ًيصافيه ِ
وكانَ يذكرهُ في كلِّ سانحةٍ
ما كانَ ينساه ُيوما ًأو يجافيهِ
وما رأيت ُلهُ عيباً ولا زللاً
ولا سمعتُ كلاماً عن تماديهِ
يا ليتني كنتُ دوما ًمن أحبتهِ
أو كنتُ حبّةَ قمحٍ في أراضيه ِ
يا ربِّ من علمِه أحببتُ قربكمُ
وقد رضعتُ ودادا ًمن أياديهِ
فارحم عظاما ًلهُ في الأرضِ قد نزلَت
و اغفر بعفوكَ بعضا ًمن معاصيهِ
وما دعائي لظنٍّ فيه يلبسُني
وأنتَ تعلمُ ما قد كانَ يخفيهِ
مولايَ صلِّ وسلّم دائماً أبدا ً
على الذي كانَ شيخي من مواليه ِ
د فواز عبد الرحمن البشير
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق