الاثنين، 19 مارس 2018

قصيدة تبكي كل أزهار الرابية للشاعر محمد حميدي

تبكي كلُّ أزهار الرابية
-------------------------
وطني يا حباً مزَّقوا أزهارَهُ

فغدتْ كلٌّ منهنَّ باكية

كُنَّ أخوَاتٍ يُجاورُ بعضُها بعضَا

وكلٌّ منهنّ على أختها حانية

قد نهش الحاقدون ما نهشوا

فلم يبقوا منهنّ باقية

غرسوا البغضاء بينهنّ حتى بدتْ

وراح يسقيها كلّ باغية

أنظرُ إليهنّ بعين الأسى

وعينُ كل منهن لحالها راوية

كانت الآمال والخيرات وارفاتٌ

أنى سرتَ فيهنّ ترى للخير ساقية

أنى سرتَ ترى زهرةً باسمٌ ثغرُها

بين الخمائل الجميلاتِ و البسماتُ مترامية

وطني يا حبا بالفؤاد قد نما

وبحبه باتت نبضاتُ قلبي راقية

قد باتت اليوم نبضاتي مبعثرةً

بين أشلائهنّ الباقية

الياسمين ذابلٌ والجوريُّ نازفٌ

وتبكي كلّ أزهار الرابية

حتى الأنهارُ تباطأ مشيُها

و غدت بعيدا عن الأزهار غافية

و الأسماكُ راعها من الأزهار ما راعها

فظنّت أنها كحال الأزهار ملاقية

فكبيرُ الأسماك يأكلُ صغيرَها

وما تبقى تجرفه الأمواجُ للهاوية

لكن أزهاري حالها للإنسانية مخجلٌ

براكينُ من شتى الشرور بها الدماء جارية

هكذا تساوى للغاب والبحار قانونُها

وغدت نفسُ الإنسان للشرِّ ساعية

واعجبي أيها العالم للحضارة تدَّعي

وتقتل كلَّ شيءٍ لاهثاً خلف الفانية

واعجبي أنتَ في أحسن تقويم

تهجر الأخلاقَ وتَتَحَلَّقُ حول الغانية

مئةُ عامٍ أو مئتان ربما تعيشُها

يطويك الترابُ وتغدو أحاديثَ بالية

رباه فارحم فؤادا أنتَ نبضُه

متذللاً راجياً عفوكَ في الأيام الباقية

محمد حميدي
سورية - حلب

19-3-2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق